الجمعة، 2 سبتمبر 2011

على عكس الانطباع الشائع ..الرجل ليس عنيفا بطبعه



قد لايكون الرجل العنيف والعدواني استثناء في جو عام أصبح يسوده العنف والتوتر في التعامل بين الناس في المجتمع في ظل ظروف حياة ضاغطة وصعبة، فيكون هذا العنف والغضب احيانا حالة طارئة يمر بها الانسان، ولكن اذا اصبح هذا السلوك العنيف أو العدواني من سمات الشخصية، فلابد ان يتوقف الانسان ليراجع نفسه لكي لا يخسر الآخرين ويسيء الى صورته أمامهم، ولكي يحافظ هو شخصيا على شخصية سوية ومتوازنة.

غالبا ما يرتبط العنف في ذهن الناس بالرجل أكثر من المرأة، ولكن يبدو ان هذه الصورة غير صحيحة وغير منصفة كما يقول د.بدر الشيباني ـ استاذ علم النفس ـ أثناء حديثه عن أسباب عنف بعض الرجال وعدوانيتهم:

لدى بعض الرجال، كالنساء توجه نحو استخدام العنف والعدوانية تجاه الآخرين، والسبب الرئيسي في ذلك يتعلق بظروف الحياة اليومية الصعبة والاحباطات التي تواجه الانسان الكويتي هذه الأيام في جميع مناحي الحياة ومنها العمل وحتى زحمة الشوارع، وتدفعه إلى أن يكون مستثارا وجاهزا لاطلاق غضبه وعنفه.

والسبب الثاني للعنف عند الرجال يتعلق بثقافة المجتمع التي تضع الرجل في موقع المسؤول عن تلبية احتياجات الأسرة وتأمين حياتها. ولكي يؤدي الرجل دوره المرسوم له لابد ان يلاطم أمواج المجتمع بكل صعوباتها واحباطاتها، فإذا لم يحقق ما يفرضه عليه دوره، فانه يكون مستثارا وعلى حافة الغضب والعنف.

لكن البعض من جهة اخرى يستغل هذا الدور السلطوي للرجل في تبرير سلوكه العنيف تجاه من هم تحت سلطته، ويستغل كذلك قوته الجسمية في افراز العنف على من حوله.

ثم أكد د.الشيباني خطأ الانطباع السائد عن ان العنف متأصل في الرجل وقال:

النظريات النفسية القديمة كانت تقول ان الرجل عنيف بدنيا بطبعه، والمرأة عنيفة لفظيا بطبعها، ولكن الدراسات الحديثة تقول ان عنف الرجل والمرأة متماثلان وليس هناك تصنيف لنوع عنف كل منهما.

وقالت النظريات القديمة ايضا ان زيادة انتاج جسم الرجل لهرمون الذكورة (تستسترون) تزيد من نزعته العدوانية، ولكن بحسب النظريات الحديثة فمن الواضح ان ملوثات البيئة والسموم الكيميائية التي نتنشقها أو نتعرض لها أو تدخل أجسامنا من خلال الطعام أو الماء تتفاعل مع المواد الكيميائية في الجسم وتغير من التركيبة الطبيعية لهرمونات الجسم ومنها التستسترون، وتضفي عليها طابعا كيميائيا آخر وتزيد من افراز هذا الهرمون في الجسم، فيشعر الشخص بالهياج والتوتر وشد الأعصاب.

ثم تحدث د.الشيباني عن دور المجتمع والفرد في تخفيف عوامل ظهور العنف عند الفرد وقال:

لابد للحكومة من اجراءات لتخفيف السموم وملوثات البيئة حولنا، سواء في البحر أو البر أو الجو، فالتلوث كما قلنا سابقا قد يغير من كيمياء الجسم ويدفع الرجل الى القيام بأفعال خارجة عن ارادته. ثم ان الرجل نفسه يجب ان يخفف من وطأة الضغوط التي تقع عليه، وان يتفهم ان الضغوط النفسية عامة وليس هو وحده الذي يتعرض لها، فالمشكلة ليست مشكلته وحده، بل مشكلة الجميع.

واعتبر د.الشيباني ان الأشخاص العنيفين هم أكثر الأشخاص لطافة وحساسية وحنانا في حقيقتهم، وان أغلب الذين لا يستطيعون السيطرة على عنفهم وغضبهم يشعرون بالندم والألم عندما يؤذون انسانا ما، ولكن الغضب والعنف كقنبلة موقوتة يمكن ان ينزع الشخص العنيف فتيلها اذا احسن هو أو من يخشى التعرض لعنفه التعامل معها وقال:

يفترض العلماء ان بين لحظة الغضب والانفجار حوالي خمس أو عشر ثوان ليتفاعل مع المواد الكيميائية الأخرى في الجسم وبعدها يحدث الحدث أو العدوان.

وأفضل طريقة لمواجهة الرجل العنيف أو العدواني هو الصمت والابتعاد عن مرمى غضبه لأمتار قليلة.

واقترح ان توضع غرفة للاسترخاء لدقائق في أماكن العمل، يستطيع الموظف ان يتمدد فيها على كرسي أو يمد رجليه لكي لا يجري الدم في اتجاه واحد. اما زوجة الرجل العنيف فعليها ان تصمت عندما يثور وتبتعد عنه ولا تدخل معه في صراع الديكة حتى لا تتعرض لعدوانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق